الزاوية الإيجابية

Ex10 مايو 2024

كان ذلك الرجل يركض هنا و هناك ، يجمع العلب الفارغة التي كانت تتخلص منها الطائرات المقاتلة التي تقصف قريته.

الكل كان مذعورًا إلا هو ، فقد كان يسعى وراء هدف لا بد أن يحققه ، حتى في أيام الحرب ، كان ينظر إلى الأحداث من زاوية إيجابية ، كان يسمي تلك العلب التي تسقط من السماء هدايا الرئيس الأمريكي .

إنه يعيش في بلد يسمون الفشل (محاولة) متى يبدأ الفشل ؟

يبدأ الفشل تستمع للمثبطين ، و يبدأ الفشل عندم تعتقد أن الآخرين هم فقط يستطيعون ، و يبدأ الفشل عندما تقرر أنت وحدك التوقف عن المحاولة ، لنضع كل محاولة فاشلة تحت أقدامنا ، فهي ترفعنا إلى أعلى !

ولد ذلك الرجل قبل الحرب العالمية الثانية بأربعين سنة من عائلة فقيرة ، مات خمسة من عائلته بسبب سوء التغذية ، و قد فشل في الدراسة ، فتركها ، و هو في الصف الثامن ، ثم عمل بعد ذلك في ورشة صغيرة ، و أقبل على ميكانيكا السيارات ، و أحبها ، فاقترض مبلغًا من المال ؛ ليعمل حلقات صمام لشركة سيارات كبرى ، ولكنها مع الأسف لم توافق مقاييس الشركة .

فهل توقف عن المحاولة ؟ كلا ، فقد دخل المدرسة ليطور تصميم الصمام ، و بعد سنتين من الجهد و العمل وقع مع الشركة العقد الذي كان يحلم به ، و لكنه يحتاج إلى بناء مصنع ؛ لتزويد الشركة بالكميات المطلوبة ، و لقد كانت البلد في حالة حرب ، فرفضت الحكومة طلبه بتزويده بالأسمنت ، فهل توقف عن المحاولة : كلا !

قام هو و فريقه باختراع عملية لإنتاج الأسمنت للمصنع .

و ما أن بدأ التصنيع ، حتى قصف المصنع أثناء الحرب ، فهل تتوقعون أنه توقف عن المحاولة ؟ كلا ، أعاد بناء الأجزاء المتضررة من المصنع ، ثم بعد أيام قصف المصنع مرة خرى .

فهل ندب حظة مثل ما نفعل أحيانًا ؟ كلا ثم كلا ، فقد أعد بناء المصنع مرة ثانية . و هكذا بدأ يصنّع الكميات المطلوبة لتلك الشركة ، لكن عندما كان يعيش نشوة النجاح ، حث زلزال كبير ، فأصبح المصنع أثرًا بعد عين ، فباع فكرة الصمام لشركة .

فهل تظنون أن رجلًا بهذا الطموح و العزم يتوقف ؟

إنه رجل يعشق القمم ، و في هذه الأثناء حدث في بلدته أزمة أخرى ، فقد عانت اليابان انقطاعًا في إمدادات البنزين ، و كما هو المعتاد سيقول أكثر الناس : إنها أزمة ، و لكن صاحبنا بعزيمته قال : إنها فرصة ، و قام بتصنيع دراجات هوائية بمحرك يعمل على الكيروسين المتوافر ، و نجحت الفكرة ، و حققت نجاحًا ساحقًا .

و بعد كل هذه المحاولات جاءت الإنجازات ، في عام 1978 باعت شركة هوندا مليون دراجة نارية للولايات المتحدة .

و كانت تلك هي البداية للانطلاق للعالمية ، حيث يعمل اليوم في شركة هوندا ما يقرب من مئة ألف عامل ؛ لأن رجلًا واحداً فقط عزم على ألا يتوقف عن المحاولة .

لقد استطاع ( سيكيرو هوندا ) أن يقف صلب العود أمام الفقر ، و الفشل الدراسي ، و موت خمسة من عائلته بسوء تغذية ، و الفشل الدراسي ، و الحرب ، و تحطم مصنعه مرتين ، و الزلزال المدمر ، و لركود الاقتصادي ، إضافة إلى ذلك المنافسة الشرسة و العنيفة و المستمرة من الشركات الكبرى ، فإيهما أسوأ حظًّا نحن أم هوندا

درس:

إن هوندا يعلمنا أن ننهض بعد السقوط ؛ لنكون أشد و أقوى من قبل ، و قد قال عندما تسلّم الدكتوراه الفخرية : أؤكد لكم أن النجاح يمثل واحداً من في المئة من عملنا ، الذي ينتج عن تسعة و تسعين في المئة من الفشل .

اترك رداً على لولي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليق واحد
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • لولي منذ أسبوع واحد

    اعجبتني القصة 👍😎😁

أخبار المدونة