إذا خلوتَ بريبةٍ في ظلمةٍ و النفسُ داعيةُ إلى الطغيانِ فاستحي مِنْ نظرِ الإلهِ و قلْ لها : إنّ الذي خلق الظلامَ يراني
كان هناك سعودي و كويتي زميلان يدرسان في بريطانيا ، و بعد انتهاء مدة الدراسة قرّر أن يرجعان إلى أهلهما ، فقال الكويتي للسعودي : قبل أن تذهب إلى السعودية تعالَ معي إلى الكويت ، و بعدها عُد إلى السعودية ، فوافق السعودي ، و حين كانا في الطائرة في طريقهما إلى الكويت اتصل أخو الكويتي من الكويت بأخيه ، قائلاً له : إن جدتك توفت ، فقال الكويتي لأخيه : أنا معي زميلي من السعودية دعوته ؛ ليقضي أيامًا معنا ، فلا تقل له شيئًا ؛ حتى لا يضيق صدره ، ولا أحرجه ، و سوف نصلي على الجنازة ، و كأنها لواحد من جماعتنا .
لما وصلا صلّيا على الجنازة ، و بقي السعودي مدة في الكويت ، فأعجب ببنت الجيران الكويتي ، فقال لزميله : إني أودّ أن أتزوج جارتك ، ففرح الكويتي ، و قال : أنا مستعد أن أخطبها لك ، و فعلاً خطبها له ، و أخبر السعودي أهله و تمّ الزواج ، و رجع السعودي إلى قريته ، و بعد مدة كبرت تجارة السعودي ، و أصبح تاجرًا كبيرًا .
أما الكويتي فخسر كل أمواله و تجارته ، فقال : لماذا لا أذهب إلى صديقي السعودي ، فمن المؤكد أنه سيساعدني ، و فعلًا ذهب إلى السعودية ، و قد انتظر أن يرى زميله بفارغ الصبر ، فحين سأل عنه ، ووصل إلى بيته وجد أنه ساكن في قصر و تاجر كبير ، و كان الوقت متأخرًا ، فقال للبواب : قل لصاحب البيت : إن زميلك من الكويت فلان بن فلان عند الباب ، و يريد أن يراك ، و بعدما رجع البواب أعطى الكويتي شيئًا من عشاء السعودي، فضاق صدر الكويتي ، و قال : أهذا جزاء الصداقة ؟
و هو راجع يجرّ أذيال الخيبة ، لقي رجلين من رجال الأعمال يتراهنان بأن يعطيا أول من يأتي إليهما مليون ريال ، و كان من حظ الكويتي أنه هو من جاءهما أولاً ، فأخذ المليون ، و تاجر بها في السعودية ، و قبل أن يرجع إلى الكويت لقي عجوزًا معها بنت ، فقالت له :
أوّد أم أجعل هذه البنت عندك ؛ لأني سأذهب إلى الحج ، و إذا لم أرجع تزوجها ، و أبقِها عندك ، و حين طالت عودة العجوز عقب الحج تزوّجها ، و أقام حفلة الزواج بالكويت ، و في أثناء الزواج كان بين المدعوين زميله السعودي ، و عندما رآه الكويتي غضب ؛ و قال للحضور : اطردوه ؛ فهو خائن للعشرة و الصداقة ، فإنه لما جاء معي إلى الكويت ، و كانت جدتي ميتة ما أعلمته ؛ حتى لا يضيق صدره ، و حطبت له بنت الجيران التي كانت في الأساس خطيبتي ، و فضّلته على نفسي ، أما هو فقد جئته محتاجًا ، فأعطاني فضلة عشائه !
أتدرون ماذا قال السعودي ؟! قال : اسمعوا ، و احكموا علي ، فحين جاءني محتاجًا ما أحببت أن أراه على حالته السيئة ، بعدما رأيته تاجرًا كبيرًا ، فكيف أراه صغيرًا محتاجًا ، أتفضّل عليه بشيء من عندي ؟ لذا أعطيته فضلة عشائي ، أما التاجران اللذان تراهنا على مليون ، فهما أخواي أرسلتهما إليه ، ليفكّا ضائقته ، و العجوز التي معها البنت أمي و البنت أختي ، فما رأيك هل أحضر زواج أختي ؟!
عبرة :
لا تَسْقِني ماءَ الحياةِ بذلَّةٍ بَلْ فاسقِنِي بالعزِّ كأسَ الحنظلِ
القصة وردت في سياق كثير وأحوال مختلفة….برأيي الصدق أجمل وان تعين صديقك وهو يعلم أنك تقف بجانبه حين يحتاج افضل من ووقوفك في الظل وخلف الستار وتجعله يسيئ الظن بك..فالصداقة الحقيقة ان تقاسم صديقك الخبز والعصير لا ان تجعله امام بيتك كسير